الأبتسامة.. زينة النساء والرجال

الضحك المعتدل بلسم للهموم .. ومرهم للأحزان .. له قوة عجيبة في فرح الروح ونشاط القلب .. والضحك ذروة الانشراح وقمة الراحة ونهاية الانبساط .. ولكنه ضحك المعتدل دون إسراف .. والبسمة بوابة الحب، وطريق المودة والقرب، ولوحة الجمال، وزينة النساء والرجال، عمل لا يُستر، وفعل لا يُنكر، تلقى عدوك بالابتسامة فتشعل في قلبه مصباح الحب لك بعد ظلمة، وتجمل في عينه ملامحك بعد غضبه .. وقال تعالى فى وصف أهل الجنة: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ).

والحياة دون بسمة وضحك معتدل حمل ثقيل وعبء لا يُحتمل .. جافة مملومة .. فعن طريق الضحك ينسى الإنسان همومه في الحياة .. ويُلقى ببعض أثقالها عن كاهله .. ويتحرر من قيودها وقتاً قد يطول وقد يقصر ..

وكان صلى الله عليه وسلم بساماً عظيماً يحب السرور ويكره الحزن وما يدفع إليه من متاعب .. بل كان يستعيذ من شره “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن “.. ومما يروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان بساماً وأحياناً يضحك حتى تبدو نواجذه وهو ضحك العقلاء البصراء بداء النفس ودوائها.. وكان صلى الله عليه وسلم من أفكه الناس ..

 

باب كبير للرزق
والبسمة باب للرزق، فهناك مثل صينى (الشخص الذي لا يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجراً).. ولقد حدث أن طالب عمال أحد المحلات في باريس بزيادة مرتباتهم، فرفض صاحب المحل، فما كان من عماله إلا أن لجئوا إلى حيلة بسيطة .. وهي التكشير وعدم الابتسام في وجه الزبائن .. ولقد أدى ذلك إلى انخفاض معدل البيع في الأسبوع الأول لنسبة تصل لحوالي (60%) عن متوسط دخله في الأسابيع السابقة .. فما الذي حدث ؟ .. فقط التكشيرة أصابت زبائن المحل بعدم الراحة ومن ثم لم يجدوا لديهم الرغبة في الشراء .. ويقول مدير إحدى شركات الحديد والصلب: (لقد أكسبتني ابتسامتي مليون دولار سنويا).

 

دخل الإسلام بسبب البسمة
يروي هذه القصة الداعية المعروف الشيخ نبيل العوضي في محاضرة له بعنوان (قصص من الواقع) يقول : كنت في أمريكا ألقي إحدى المحاضرات، وفي منتصفها قام أحد الناس وقطع عليّ حديثي ..

وقال: يا شيخ لقن فلانا الشهادتين، ويشير لشخص أمريكي بجواره ..

فقلت : الله أكبر, فاقترب الأمريكي مني أمام الناس .

فقلت له : ما الذي حببك في الإسلام ولماذا أردت أن تدخله ? ..

فقال : أنا أملك ثروة هائلة وعندي شركات وأموال، ولكني لم أشعر بالسعادة يوماً من الأيام، وكان عندي موظف هندي مسلم يعمل في شركتي, وكان راتبه قليلا, وكلما دخلت عليه رأيته مبتسما، وأنا صاحب الملايين لم أبتسم يوما من الأيام, قلت في نفسي أنا عندي الأموال وصاحب الشركة, والموظف الفقير يبتسم وأنا لا أبتسم، فجئته يوماً من الأيام فقلت له أريد الجلوس معك، وسألته عن ابتسامته الدائمة، فقال لي : لأنني مسلم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، قلت له : هل يعني أن المسلم طوال أيامه سعيد .. قال: نعم .
قلت: كيف ذلك ? ..
قال: لأننا سمعنا حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه : (عجبا لأمر المؤمن, إن أمره كله خير, إن إصابته ضراء صبر فكان خيرا له, وان إصابته سراء شكر فكان خيرا له) .. وأمورنا كلها بين السراء والضراء, أما الضراء فهي صبر لله, وأما السراء فهي شكر لله، حياتنا كلها سعادة في سعادة، قلت له : أريد أن أدخل في هذا الدين.
قال : اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..

ويعود العوضي لحديث الشيخ الداعية قائلا على لسانه : يقول الشيح :
قلت لهذا الأمريكي أمام الناس اشهد الشهادتين، فلقنته وقال أمام الملأ (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) .. ثم انفجر يبكي أمام الناس, فجاء من يريدون التخفيف عنه، فقلت لهم : دعوه يبكي، ولما انتهى من البكاء، قلت له : ما الذي أبكاك?

قال : والله دخل في صدري فرح لم أشعر به منذ سنوات.

 

الحياة فن
يقول الأستاذ أحمد أمين في كتابه – فيض الخاطر: (ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط .. بل هم كذلك أقدر على العمل وأكثر احتمالاً للمسئولية وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب والإتيان بعظائم الأمور .. وهناك نفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء شقاء .. ونفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء سعادة .. فهناك المرأة في بيتها كل شيء أسود في يومها لأن طبقاً كُسر ولأن نوعاً من الطعام زاد الملح فيه .. ولأن …. وهناك رجل يُنغص على نفسه حياته وكذلك على كل من حوله من كلمة يسمعها أو يؤولها تأويلاً سيئاً أو من عمل تافه حدث له .. الحياة فن .. وفنٌ يتعلم .. فاجتهد أن تتعلم هذا الفن .. والنفس الباسمة هي التي تجيد أن تقوم بهذا الفن فترى الصعاب مذللة يمكن التغلب عليها .. ترى الجبال الشاهقة ودياناً سهلة يمكنها المشي عليها .. أما هذه النفس العابسة فترى الصغائر عظائم يصعب تجاوزها .. ودائماً تتعلل بلو وإذا وإن .. .. إن صاحب هذه النفس يود أن ينجح في حياته .. أن يحقق أحلامه وطموحه ولا يريد أن يدفع الثمن .. إنه ينتظر السماء حتى تمطر ذهباً وفضة أو تنشق الأرض فتخرج له كنزاً .

 

فوائد صحية
وللبسمة فوائد كثيرة منها إحداث تفاعلات بدنية تساعد على تجديد النشاط الحيوي .. وتُولد الإحساس بالصحة .. وتُزيل الانقباض النفسي .. وتُحدث الراحة العقلية .. حتى قالوا : إن ما يفعله الضحك في الضاحك كفعل الدواء في المرض .
فاحرص أخي الكريم على البسمة .. وطلاقة الوجه .. وانشراح الصدر .. تعش سعيداً .. بل من أسعد الناس ..

المصدر: الإسلام اليوم

ما رأيك بهذا المقال؟

انقر على النجمة لتقييمه!

متوسط ​​التقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

No votes so far! Be the first to rate this post.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

رأيان على “الأبتسامة.. زينة النساء والرجال”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.