طريقة لزيادة سرعة حرق الدهون

أقابل بعض النساء في عيادتي ممن اتخذت أجسامهن موقف مقاومة نزول الوزن، فتجدها ذات وزن ثابت مهما بذلت من جهد لإنزال وزنها. أبحث في الأوراق العلمية الأجنبية عن هذه الأعراض؛ بطء عمليات الأيض (حرق الدهون) وعلاجها، فلا اجد في الأوراق سوى إنكار لهذه الحالة من أولها إلى آخرها، ورفض لما يجيء في المكملات الغذائية والمستحضرات الطبية من هناك ما يساعد على زيادة عمليات الأيض.

حتى إذا زادت معاناة المراجعات بحثت بشكل أوسع في مجال الرياضات، فوجدت هذه الطريقة الجديدة في التمارين الرياضية، يزعم أصحابها بأنها تتطلب ما لا يزيد عن ثلث ساعة من الأداء، وفقط أربع مرات في الأسبوع، بينما تعطي نتيجة في نزول الوزن توازي تسعة أضعاف الذين يمارسون الرياضات المنتظمة لمدة ساعة يوميا.

وببعض البحث على النت وجدت أن لها أثرا واسعا في الدراسات الحديثة، بينما لم يذكر عنها أي شيء في بلادنا العربية حتى الآن! ولذلك ترجمت هذه الأسطر مع بعض التصرف:

فإذا قلت لك بأن هناك طريقة لحرق المزيد من السعرات الحرارية، وتحسين لياقتك الدورانية (التمارين المرتبطة بزيادة جهد القلب) بينما تستهلك وقتا أقل لتنفيذ تمارينك الدورانية، فإنه على الأرجح ستمسك بأقرب هاتف وتتصل بي لمعرفة ما هي، أليس كذلك؟
حسنا.. هذه من المرات القليلة التي سوف تقرأ فيها حقيقة علمية جميلة جدا، أجمل من أن تكون حقيقة. أنت الآن بإمكانك الانتقال لمستوى أعلى من زيادة سرعة حرق السعرات الحرارية، مع إمضاء وقت أقل في النادي الرياضي.

وهذه الطريقة تعرف باسم (التمرين المتذبذب عالي القوة high intensity interval training) ويعرف اختصارا باسم HIIT.

وقبل الانتقال إلى التفاصيل أحب أن أنوه أنني لن أقول بأن هذا التمرين هو أسهل من التمارين الدورانية العادية، إنه فقط سيأخذ وقتا أقل من الوقت الذي تحتاج إليه عادة، مع نتائج أعلى تصل إلى تسعة أضعاف نتائج التمارين العادية. بل في الحقيقة، لا ينصح بهذا التمرين لأي شخص، بل هو يحتاج إلى لياقة جيدة في البداية. فإذا كنت تعاني من مشاكل في جهاز الدوران أو القلب أو حركية تحول بينك وبين قدرتك على الوصول إلى كثافة تمرين مرتفعة، أو إن كنت جديدا على عالم التمارين الرياضية، فإن هذا التمرين ليس لك، على الأقل ليس الآن.

ماهو، وما آلية عمله؟
هذا التمرين، مصمم بحيث ينتقل من تمارين عالية القوة والكثافة في فترات زمنية قصيرة، إلى تمارين بسيطة أو متوسطة القوة لفترات زمنية أطول بقليل. ولأنك خلال هذا التمرين تدفع نفسك دفعا إلى الوصول إلى درجة أعلى من قدرة عضلاتك على الحرق الهوائي، فإنه يوفر لك عدة ميزات لا يمكن توفيرها من التمرين العادي الذي يجعل عضلاتك متكيفة مع التمارين ذات الحرق الهوائي:

– هذا التمرين يجعلك تزيد من حرق السعرات الحرارية أثناء الفترة عالية القوة، وتستطيع من بعدها أن تستريح قليلا خلال الفترات متوسطة أو بسيطة القوة.

– هذا التمرين يجعل من عمليات الأيض (أي حرق الدهون) لديك غير مستقرة. فهو يتذبذب بين التمارين عالية القوة والتمارين البسيطة، مما يحرم جسمك فرصة للتأقلم، وبالتالي يؤدي إلى سحب المزيد من الدهون لحرقها. هذا الحرق يستمر لمدة أربع وعشرين ساعة تالية.

– هذا التمرين يحافظ على كمية العضلات الموجودة، ويستهدف الأنسجة الدهنية فقط، وهو ما لا يتوفر في التمارين الدورانية المنتظمة.

– للاستفادة فعلا من هذا التمرين، يجب أن تدفع جسمك للوصول إلى حدوده الرياضية العليا، التي لا تصل إليها عادة، وتسمح لنفسك بالتقاط أنفاسك خلال الفترات ذات القوة البسيطة.

المفتاح في هذا التمرين أنه يضع الجسم تحت أقصى درجة من الإجهاد، وليس فقط يكتفي برفع معدل نبضات القلب وزيادة سرعة دوران الدم (الذي يؤدي بدوره إلى زيادة حرق الدهون). هناك عدة طرق لأداء هذا التمرين، كلها يختلف في الحدود العليا التي يصل إليها الجسم، والحدود الدنيا، والفترة التي يستمر فيها كل حد، والفترات التي تفصل بين الحدود.

 

نقاط يجب الالتفات لها.
هذا التمرين مصمم خصيصا لمن يهمه خسارة الوزن، وفقدان الأنسجة الدهنية مع المحافظة على النسيج العضلي الموجود في الجسم.

– لكي تعتبر نفسك أهلا لأداء هذا التمرين، يجب أن تكون قادرا على أداء تمارين دورانية لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة بدون إجهاد. التمارين الدورانية تشمل: الجري، صعود ونزول الدرج قفزا أو هرولة، الهرولة، السباحة، ركوب الدراجة.

– لأن هذا التمرين يضع الجسم تحت إجهاد عضلي قوي، ننصحك بالتدريج في أدائه حتى تتمكن من أدائه على أفضل وجه.

– دائما قم بالتحمية قبل التمرين والتهدئة بعده.

– ابذل جهدك الأقصى خلال أداء هذا التمرين، حتى تشعر بأن عضلاتك بدأت في دخول مرحلة الحرق اللاهوائي والإجهاد.

عندما تستشعر ألما في الصدر، أو صعوبة في التنفس، قم بالتهدئة سريعا. لا تتوقف فجأة لأن اندفاع الدماء قد يتسبب لك بصداع عنيف أو زوغان في الرؤية.

 

طريقة أداء هذا التمرين:
أولا: اختر تمرين الدوران الذي تريد تنفيذه. ( الجري، السباحة، طلوع ونزول الدرج، تدوير الدراجة).

ثانيا: على افتراض أنك اخترت الجري، كمرحلة أولى، نفذ التالي:
تحمية لمدة خمس دقائق
مشي لمدة دقيقة
جري بأسرع ما يمكن حتى إجهاد العضلات لمدة نصف دقيقة.
ثم امشي لمدة دقيقة
ثم جري بأسرع ما يمكن حتى إجهاد العضلات لمدة نصف دقيقة.
وهكذا، تستمر هذه الدورة (الجري والمشي) لمدة لا تقل عن أربع دورات إلى سبع، ثم تهدئة لمدة خمس دقائق. بشرط تكرارها أربع مرات أسبوعيا.

المرحلة الثانية ( بعد ثمانية اسابيع)
تحمية لمدة خمس دقائق
مشي لمدة أربعين ثانية
جري بأسرع ما يمكن حتى إجهاد العضلات لمدة عشرين ثانية.
وتكرار الدورة ما لا تقل عن سبع دورات إلى عشر، ثم تهدئة لمدة خمس دقائق، بشرط تكرارها أربع مرات أسبوعيا.

المرحلة الثالثة (بعد ثمانية اسابيع أخرى)
تحمية لمدة خمس دقائق
مشي لمدة عشرين ثانية
جري بأسرع ما يمكن حتى إجهاد العضلات لمدة عشرين ثانية.
وتكرار الدورة ما لا يقل عن عشر إلى ثلاثة عشر دورة، ثم تهدئة لمدة خمس دقائق، بشرط تكرارها أربع مرات أسبوعيا.

إعداد: أخصائية التغذية: أفنان الحلو.

ما رأيك بهذا المقال؟

انقر على النجمة لتقييمه!

متوسط ​​التقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

No votes so far! Be the first to rate this post.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.